أمريكا بتلاعب اليمين الإسرائيلي بالسعودية. أمريكا متقدرش تضغط بقوة كبيرة وبشكل علني على إسرائيل، وبايدن عايز حاجة ولو اتفاقية "أسلو" جديدة يغسل بيها إيده.
والسعودية أصلا عمليا كانت شبه مطبعة مع إسرائيل بالفعل وليس بالقول. لقاء محمد بن سلمان على "فوكس نيوز" قبل أكتوبر مهم يتشاف تاني.
بيان الخارجية السعودية شكله حلو، بس لو كنت تعتقد أن السعودية حتقول حاجة "نظرية" غير كده؟! تبقى طيب.
الضمير السعودي والعربي لو صحى فجأة فالمفروض حاجات "عملية" كثير كانت تحصل ومتحصلش.
يائير لابيد زعيم المعارضة الإسرائيلية رمى بياضه الاثنين والنهاردة الأربعاء بلينكن عندهم.
نيتنياهو مولود ومتربي في بنلسفانيا في أمريكا وخريج هارفارد. يعني راجل برجماتي، حتى لو يميني، فهو مش متدين هو ابن الثقافة الأمريكية.
معندوش مشكلة يخسر بن غفير وسموتريش، لو حيضمن أن الفراغ السياسي حيتملى وأنه لابيد وبن جينتس يسبوه يكمل.
نتنياهو راجل كذاب عادي ومتلاعب، عايز يفضل بعيد عن المحاكمات وفي قلب المشهد السياسي وقائد له. أضمن له ده وهو معاك.
لابيد قال مستعد للتعاون مع أمريكا في انجاح الصفقات لو مشى سيموترش وبن غفير.
بلنكين مش جي بس علشان صفقة الأسرى والهدن. جي يلعب سياسة في إسرائيل والسعودية.
ورايح الضفة يشوف حيعوم عباس وشلته إزاي لإسرائيل وحيعموا إيه علشان يعرفوا يحكموا غزة أو يقوضوها والكلام الجد بعد هدنة طويلة حتموت أمريكا وتعملها.
جاك سوليفان عايز قطر ومصر يلعبوا دور مع الحركة الخضراء علشان يقنعوهم ينجزوا حاجة من غير شروط معقدة.
جولة بلينكن دي مختلفة عن الأربعة اللي قبل كده، لأنها متهدنسة وغرضها "الهندسة" العملية لقرارات كبيرة.
يبقى الثابت في المعادلة والفاعل الرئيسي والمحرك المحوري لكل ده قاعد تحت الأرض ثابت ومستمر ومكمل في تغيير صورة العالم وشكله الحالي وعنده القدرة أنه يعمل ده ببنطلون سبورت وشبشب أو ببالطو وكوتشي. والكلمة الأخيرة عنده طول ما هو قادر أنه يفضل صامد ومكمل.
بايدن والخارجية الأمريكية كان بيفكروا بطرح فكرة الإعتراف بدولة فلسطينية، أو تقديم خطة لدولة فلسطينية من أجل الاعتراف بيها، حاجة شبه اتفاقية أوسلو لكسب الوقت وإظهار أنهم عادلين وأنهم مش مشتركين في اللي بيحصل، لكن اليمين الأمريكي عمل مزايدة وقال مفيش دولة فلسطينية ولا فلسطين.
في نفس السياق الجائزة الكبرى في التطبيع بعد مصر هي السعودية وكان لو حصل حيبقى أكبر انجاز سياسي لبايدن ينافس به ترامب في السياق ده لأن ترامب هو اللي عمل الاتفاقات الإبراهيمية بتاعت تطبيع البحرين والإمارات رسميا.
وطبعا اقتصاديا لو حصل تطبيع مع السعودية فده مش بس شيء رمزي لكن اقتصاديا شيء عظيم لهم.
فأمريكا بتقولهم السعودية حتزرجن ولازم تدوها حاجة علشان توافق على التطبيع العلني والكامل رسميا، لأن أصلا إجراءات التطبيع ماشية زي ما هي تمام بخطوات صغيرة بعضها رسمي وبعضها لأ.
والطلب التاني للسعودية غير الرسمي هو مع أمريكا نفسه، وهو رفع مستوى التعاون الدفاعي والعسكري بينهم والحصول على بعض الصورايخ والمعدات العسكرية المتميزة مع اتفاقية شراكة دفاعية. وده أمريكا مستعدة له مع بعض الشروط أو التحظفات البسيطة في التفاصيل.
فأمريكا بتلاعب اليمين الإسرائيلي بورقة السعودية والسعودية موافقة على اللعبة دي لأنها في النهاية عايزة طلبتها من أمريكا وبرضه هي متقدرش تطلع خطاب نظري قوي إلا ده في السياق الحالي، لكن السعودية كانت على وشك التوقيع على ورقة التطبيع قبل 2023 أو بدايات 2024
القصة أن الإخراج "الشكلي" اللي كان متهندس باظ ودلوقتي في معادلات كثيرة اتفرضت بالقوة على الأرض من أكتوبر، واليمين الإسرائيلي كمان بيزايد.
فأمريكا قررت تضغط مع السعودية على اليمين الإسرائيلي علشان يعرفوا يرجعوا ورقة التطبيع تاني وجعل الميزان يميل لما يعتبرونه جناح الاعتدال في إسرائيل لعلمهم يعرفوا يعملوا أي صفقة بينهم متخليش السعودية تخسر مكانتها وفي نفس الوقت تطبع.
وطبعا سلوك السعودية غير الدبلوماسي وغير الخطابي في الحرب دي، مخزي وسيء وكان لديها أدوات كثيرة تقدر تستخدمها وكان في حاجات كثير كانت تقدر تعملها وحاجات كانت ممكن تتجنبها.
فبيان الخارجية بتاعهم جيد من الناحية النظرية لكن لا يعكس استراتيجيتهم ولا يعد ترجمة لأي سلوك عملي على الأرض.
# الولايات المتحدة الأمريكية # الشرق الأوسط # المملكة العربية السعودية # إسرائيل # القضية الفلسطينية